استكشاف عالم Assassin's Creed 3 المفتوح

أمضينا بعض الوقت مع Assassin's Creed 3 وألقينا نظرة على ريفها الأمريكي الضخم

لطالما أعجبتني سلسلة assassin's creed بأسلوبها المميز باستكشاف الماضي وإعادة إحياء مدن تاريخية من جديد، فالتجول في حواريها وأزقتها تجربة ربما لاتستطيع الحياة الحقيقية أن توفرها لك، فتسلق مباني دمشق والقدس أو فينيسيا وروما وإلقاء نظرة على أقدم عواصم العالم كانت ومازالت تجربة حصرية لـassassin's creed، انتقال السلسلة إلى الغابة الأمريكية في الجزء القادم وابتعادها عن المدن التقليدية فاجأني كما فاجأ الكثيرين، فمدن اللعبة كانت أحد أقوى عناصرها وأهم "شخصياتها".

ولكنه أمر يدعو للتفاؤل أن ترى يوبيسوفت قادرة على الانتقال بلعبتها إلى عالم الطبيعة وإعطائه هذه العناية الفائقة، لطالما تميزت السلسلة عن باقي الألعاب برسومها (تحديدًا في بدايتها عندما كان الجزء الأول فوق النافسة)، والآن مع المسطحات المكسوة بالثلج وتتابع الفصول سترى أن اللعبة قادرة على إدهاشك من جديد.



المساحات الكبيرة من الريف الأمريكي ماقبل الثورة الصناعية هي السمة الأساسية في هذا الجزء، بما في ذلك البراري والغابات المغطاة بالأشجار، وهي أكثر ما سيدهشك في اللعبة، فبعد نصف ساعة من تسلق الأشجار ستجد أن التجول والتسلق على المباني العالية والقفز بين سطوحها أمر بسيط فأغصان الأشجار تتلاقي مع بعضها أو تتجه نحو الأرض،

الصخور الكبيرة أو الشاحنات المعطلة هي طرق مختصرة للوصول للأعلى، خطوات كونر واثقة وثابتة ولا تخطئ أبدًا، ولكنها مع ذلك تشعرك بخطورة الموقف وثقل جسمك على الأغصان مما يساهم بجعلك جزءًا من الشخصية. بعد أربع ساعات في الريف ستؤشر لك اللعبة عبر الخريطة المصغرة بالذهاب إلى المدينة لوجهتك المقبلة ولكني أحسست بأني أريد الرجوع إلى الغابة وتجاهل القصة في الوقت الحالي، لم يكن كونر يمشي مغطى بالثلج لأننا كنا في فصل الربيع والحشيش يغطي كل شبر في الغابة والأشجار الطويلة مثمرة وتبدو مذهلة.

لم يمضي الكثير من الوقت قبل أن سمعت أحدًا يصرخ طلبًا للمساعدة، اقتربت قليلاً فوجدت امرأة مصابة مستلقية على جانب الطريق، حملها كونر وعاد بها إلى مكان آمن ليطمئن عنها، شخصية كونر تشبه إيتزيو من الأجزاء السابقة، فهو شخص لطيف ومهتم ولكنه بنفس الوقت حازم وشديد في المواقف التي تتطلب ذلك.



سواءً كان هدفه الناس أو الحيوانات فإن كونر صياد ماهر، عند حضور فريسته فإنه يتجسس خلف جذوع الاشجار, يخفف خطواته أو ينبطح على الارض , الصيادون ليسوا بعيدين عنه ولكنهم غير مدركين بوجوده، من مكان اختبائي الآمن خلف الاشجار, ألاحقهم على طول مسارهم ثم القي على أحدهم بحبل لأسحبه على الأرض باتجاه كونر لينقض عليه كونر وطعنه بسكين على صدره قبل أن يحاصر البقية محضراً فأسه، تم تجسيد حركات كونور بطريقة مذهلة, الاَ أنَه لم يطرأ تغييرات جذرية على نظام المعارك باستثناء أنه أصبح أسرع وأكثر توازناً.

بعد ان تخلصت من الاعداء المتبقيين استطعت الرجوع للاستكشاف مرة أخرى , واحد من عيوب الغابة في اللعبة هي تواجد عدد هائل من الحيوانات المتوحشة، تمت ملاحقتي لمدة نصف ساعة من الذئاب و الدببة المفترسة وحتى الغزلان البرية التي لم أتوقعها لكي تهجم علي بقرونها وتلقي بي في الهواء، الحيوانات هنا ليست بخطورة تلك التي في Far Cry 3, لكن هذه الحيوانات تشكل تهديدًا, وعند مهاجمتك من هذه الحيوانات عليك ضغط الازرار التي تظهر على الشاشة والفشل في ذلك يعني الموت.

قد يشكل ذلك مشكلة مع التقدم في اللعبة إن لم يتم تخفيف عنف الحيوانات قليلًا، فلا أحد يريد أن يمضي عشرين دقيقة للبحث عن مكان لكشف الخريطة لكي يقتله غزال بري عندما يقترب من وجهته، الخريطة تكون عادة فارغة حتى تصل إلى أحد هذه الأماكن التي تكشف لك تفاصيل الخريطة (كما في الأجزاء السابقة)، قد تكون هذه الأماكن في قمة أحد الجبال أو على سطع أحد الأبنية المرتفعة، وكالعادة ستجد تحتها العش الذي تستطيع أن تسقط عليه.

المدينة الأساسية في اللعبة هي بوسطن، تختلف كثيرًا عن إيطاليا ولكنها ساحرة بطريقتها الخاصة، الشوارع مزدحمة بالمشاة في شوارعها الضيقة التي تنتهي بساحاتها الكبيرة، يستطيع كونر التخفي بسهولة أكبر، فبعد الآن لن تضطر إلى الانتظار لمجموعة من المشاة لكي تختفي بينهم، عند قدوم الليل سيقل الزحام وستستطيع مراقبة الدوريات بشكل أوضح، جربت أن أقنص على أحدهم بالقوس والسهام وتسبب ذلك بفوضى بين الناس في منتصف النهار، بينما استطعت أن أبقى مختفيًا في عتم الليل.



هناك العديد من المهام والمشاغل في المدينة، العديد من الأشياء التي ستجمعها وتبحث عنها، الأوراق المتطايرة والتي عليك مطارتها على سقوف المباني لتجميعها، البعض سيطلب منك المساعدة كما يمكنك تفريق بعض المشاكل في المدينة أو إشعالها، هناك العديد من مهام التوصيل والمهام القتالية، ويمكنك التوجه إلى سفينتك لإتمام بعض المهام البحرية.

عندما تكون في بحر Assassin's Creed 3 ستمر بتجربة مختلفة جذريًا عن بقية مناطق اللعبة، فهي تشعرك حقًا بأنك على ظهر سفينة تطفو فوق البحر الهائج، ستشعر بتلاطم الأمواج بعنف، ستسمع صراخ فريقك للاختباء من نيران الأعداء، ستشعر بثقل السفينة عندما تحاول توجيه مدافعك نحو سفن العدو والأمواج تدفع سفينتك بالاتجاه المعاكس، باستخدام أسهم يد التحكم يمكنك التنقل بين سرعات السفينة، بينما تتحكم أزرار الكتف الخلفية بالمدافع الجانبية، ستضغط الزر لكي توجه المدافع وتستعد للإطلاق وتترك الزر لكي تطلق النار، التحكم بالسفينة بسيط وبالتالي فهو ممتع، إلا أن عليك الانتباه للصخور والمخاطر التي حولك وبنفس الوقت يتوجب عليك التخلص من الأعداء، الأمر الذي قد يجذب انتباهك باتجاهين مختلفين تمامًا.

على الرغم من تمضية وقت كبير في لعبة تتمحور حول الاغتيالات إلّا أنني لم أقم بقتل عدد كبير من الأعداء، لقد كان هناك بعض اللحظات التي تتضمن استخدام الأسهم والفأس إلّا أن العنف لم يصل إلى مستوى الأجزاء الماضية، وذلك إن دل على شيء فإنه يدل على التنوع الكبير الذي تعطيه لك اللعبة وليس فقط مطاردة أهدافك وقتلها. الوقت يركض عندما تلعب assassin's Creed 3، فالمهام والاستكشاف تنساب بكل سلاسة بنفس الطريقة التي يتسلق فيها كونر أشجار الغابة ويقفز على السطوح الثلجية، إن كانت سلبيات الجزء الأول من اللعبة هي ضعف أسلوب اللعب والقتال فيها لكي يرتقي إلى مدنها الغنية عن التعريف فإن هذه السلبية لا تنطبق على هذا الجزء من اللعبة الذي يقوم بإعادة تعريف العوالم المفتوحة إلى السلسلة، إن أمريكا في هذا الجزء تبدو أكثر واقعية وأكثر حياة من بلاد الشام وإيطاليا.

تأسيس علاقة وطيدة مع المكان الذي أنت فيه هو أحد أصعب الأمور على الألعاب، وإن استطاعت Assassin's Creed 3 أن تتقن بقية العناصر (القصة وتسلسل الأحداث والشخصيات والقتال) فإنها ستكون لعبة استثنائية.

In This Article

Assassin's Creed III

Ubisoft Annecy | 30 ديسمبر، 2012
  • Platform
  • WII U