A Haunting in Venice - مراجعة

يستمر Kenneth Branagh بإثبات أنه من أكبر محبي شخصية Poirot.

مراجعة فيلم A Haunting in Venice
لقد كان كينيث برانا يخرج أفلام هيركيول بوارو منذ ست سنوات. في هذه المرحلة تبدو أفلامه المقتبسة عن روايات أغاثا كريستي هذه المليئة بالنجوم وكأنها مشاريع عاطفية أكثر من فيلم السيرة الذاتية الزائفة الذي قام بتأليفه وإخراجه، فيلم الدراما الفاتر Belfast، ويسير الجزء الثالث من سلسلة الغموض هذه على نفس النهج. يقتبس فيلم A Haunting in Venice بشكل فضفاض من رواية كريستي التي تم تلقيها بشكل سيئ Hallowe’en Party، وهو تكملة غريبة ومبهجة ومسلية بشكل كبير. يبدو الفيلم بمثابة ريميك مستقل من مسلسل تلفزيوني خاص ما بميزانية منخفضة، ويعتمد في نفس الوقت أيضاً على الأسسس التي بناها برانا لنسخته من المحقق ذي الشارب الكبير، لينتج عن ذلك فيلم جيد جداً غالباً ما يقترب من العظمة، ويتفوق على جزئيه السابقين.

ما يتضح على الفور في فيلم A Haunting in Venice هو أنه يعاني من بعض الإفراط بالصقل. فنظراً لأن الفيلم يمتد على 103 دقائق فقط، أي أقصر بنصف ساعة تقريباً من فيلم Death on the Nile، فلا يسع المرء إلا أن يشعر بالاستعجال في مشاهد البداية والعواقب النهائية للشخصيات. ومع ذلك وبمجرد أن تبدأ الحبكة الفوضوية والمشوبة بالرعب، فإن الزخم المذهل للفيلم يجمع قطعه المتناثرة معاً، ويمزجها في بعض أكثر الصور الدموية الممتعة التي أنتجتها هوليوود هذا العام.

بعد عقد من أحداث فيلم Murder on the Orient Express، يعيش بوارو المتقاعد الآن حياة من الرضا والعزلة في البندقية، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى حارسه الشخصي الإيطالي فيتالي بورتفوليو (ريكاردو سكامارسيو)، الذي يصد المدنيين المصابين بالشكوك والمتلهفين للحصول على مساعدة المحقق البلجيكي عن طريق رميهم في قنوات البندقية. إن مدى عدم اهتمام بوارو بأعمال التحري مضحك للغاية. إنه أحد المشاهير المختبئين بعد أن ترك حياته القديمة خلفه، وذلك حتى يأتي ماضيه في صورة الروائية الأمريكية أريادن أوليفر (تينا فاي)، وهي صديقة قديمة وشخصية تظهر بشكل متكرر في روايات كريستي، لكنها تظهر لأول مرة في هذه السلسلة. تدعوه الروائية التي اكتسبت شهرتها من تأليف روايات مبنية بشكل فضفاض على بوارو إلى أن يعيش حياة خارج حدوده التي فرضها على نفسه في إحدى الأمسيات وحضور حفلة عيد الهالوين التي يستضيفها أحد الأصدقاء، لكن سرعان ما تظهر الدوافع الحقيقية للروائية.

وبأسلوب بوارو الحقيقي يقول بلهجته الشهيرة: "كانت هناك جريمة قتل" (أو انتحار محتمل، قليلون يعرفون ذلك على وجه اليقين). لكن الضحية (وهي فتاة صغيرة تدعى أليسيا دريك) متوفاة منذ عام. اتضح أن الحفلة ستكون موقعاً لجلسة استحضار أرواح تؤديها الوسيطة الغامضة المشهورة عالمياً جويس رينولدز (ميشيل يوه)، والتي تعتزم أريادن أوليفر فضحها بأنها محتالة بمساعدة بوارو. ومع ذلك لا يدرك أحد أن أسرار الليلة على وشك أن تتعمق، مما يعيد بوارو للعمل مرة أخرى عندما ظن أنه خرج، ولكن مع السؤال الإضافي حول ما إذا كان هناك شيء خارق للطبيعة يجري على قدم وساق.

يتنقل الفيلم بين الفكاهة اللاذعة والصمت المخيف. وفي حين ينجم عن هذا أجواء خارجة عن المألوف، والتي تكملها زوايا الكاميرا المائلة المثيرة للتوتر التي يشتهر بها برانا، والتي تميل إلى أقصى الحدود، إلا أنها الوسيلة المثالية للحكاية التي يسردها الفيلم. جميع الشخصيات المساعدة لديها صلة ما مع الضحية، بدءاً من والدتها اليائسة روينا (كيلي رايلي)، ومدبرة منزلها أولغا (كاميل كوتين)، وخطيبها السابق ماكسيم (كايل ألين)، ووصولاً إلى طبيبها المنعزل ليزلي (جيمي دورنان) وابنه ليوبولد (جود هيل)، الذي يتحدث كما لو أنه يقضي الكثير من الوقت محاطاً بكبار السن... الأحياء منهم والأموات.

إن اقتراب الضيوف من الموت ليس ظاهرة جديدة، وهو ما يفصل هذه الحكاية عن Murder on the Orient Express و Death on the Nile. يقدم A Haunting in Venice قصة أشباح، على الرغم من أن وجود أرواح أم لا هي قضية يجب حلها. إنها قصة أشباح لأن كل شخصية تقريباً مثقلة بالحزن المروع، بما في ذلك بوارو، والكثير مما يريد برانا نقله عن هذه الشخصيات يقبع بالأشياء غير الملفوظة.

يتنقل الفيلم بين الفكاهة اللاذعة والصمت المخيف.

في حين أن فيلم Murder on the Orient Express بدا وكأنه لغز غامض يُحل بشكل آلي، إلا أن تكملته تضمنت تحولاً محورياً في قصة الفصل الثالث مما جعل الفيلم يحمل طابعاً شخصياً بشدة بالنسبة لبوارو: هذا التحول المحوري كان وفاة صديق، والذي استخدمه برانا كنقطة تحول من ناحية الأجواء أيضاً. دفع هذا فيلمه الثاني لكريستي إلى منطقة أكثر قتامة وأكثر حميمية، بعيون حزينة مضاءة بدفء خافت، ودوافع مخفية بظلال عميقة. لكنه يستخدم هذه المرة هذا النهج البصري في وقت أبكر بكثير، ويدفع بوارو ومختلف المشتبه بهم إلى عالم يكونون فيه محاطين بما يذكرهم بالماضي السيء. شهد المنزل الذي تتكشف فيه الحبكة الكثير من الموت ويشاع أنه واقع تحت لعنة، وسواء صدّقت الشخصيات ذلك أم لا فإن تاريخه يلوح فوق رؤوسهم في كل مشهد، تماماً مثلما يستمر تاريخ بوارو في الظهور بالهوامش.

في عصر أفلام الأكوان المشتركة، يتعامل برانا مع A Haunting in Venice ما لو أنه حلقة قوية مستقلة بذاتها، مع إشارات ضئيلة جداً إلى الأفلام السابقة. ومع ذلك فإن رؤية الفيلمين السابقين، و Death on the Nile على وجه الخصوص، يجعل التجربة أكثر ثراءً. إنه يجعل الثقل الذي يحمله بوارو حول كاهله يبدو أكبر، على الرغم من أنه من السهل قبول أن محققاً عالمياً شهيراً شهد ما يكفي من الموت. يتمكن أداء برانا المدروس من إقناعنا بسهولة بفكرة أنه أدار ظهره للعالم، ولكن بالنظر إلى خاتمة الفيلم الأخير (الذي انفتح فيه على الحب والضعف لأول مرة منذ سنوات)، فإن بداية فيلم A Haunting in Venice تبدو أكثر حزناً، مع معرفة ما يمكن أن يكون قد حدث بين الفيلمين.

ثم هناك أيضاً الأشباح التي يقدمها برانا في فيلمه المقتبس. وبالإضافة إلى العديد من التغييرات الرئيسية في القصة مثل جعل جويس رينولدز وسيطة بالغة بدلاً من مراهقة في الحفلة، ينقل كاتب السيناريو العائد مايكل غرين قصة كريستي من إنجلترا إلى البندقية، ويعدل تاريخها من الستينيات إلى عام 1947. في تلك الفترة لم تتأثر البندقية بعد من الحرب العالمية الثانية، لذا فهي تمثل ملاذاً غريباً بشكل مناسب، لكن آثار الحرب لا تزال باقية بالنسبة للعديد من الشخصيات، حيث يكشف العديد منهم عن تورطهم في الصراع والصدمات التي لا زالوا يحملونها. إنهم يرون الأشباح أيضاً.

وتكتمل أجواء الموت والكآبة هذه مع إضفاء بعض أبرز عناصر أفلام الرعب التي بتنا نراها من مخرج معاصر كبير. وهذا ما يجعل فيلم A Haunting in Venice ناجحاً، حيث تتم مقاطعة المحادثات بأصوات الأبواب والنوافذ المتحركة، ويحدث ذلك بشكل متكرر جداً لدرجة أنه يصبح جزءاً من إيقاع الفيلم. وعندما تبدأ اللقطات أخيراً بالثبات على الشخصيات لفترة كافية حتى تتمكن من تقديم حوارات داخلية، فإن برانا دائماً ما يضفي نوعاً من الشكل الشبحي أو الصورة الظلية التي تحوم بمهارة في المساحة الفارغة المحيطة بهم (مثل تمثال مألوف هنا، وملاءة سرير تسقط بشكل بشري غريب هناك، وما إلى ذلك). ومع ذلك كل هذا ينجح بإيصال ما يحاول تحقيقه. قد تكون الشخصيات تحاول البوح بمكنوناتها، لكن تصميم الإنتاج يجذب نظركم إلى شيء من الواضح أنه ليس روحاً، ولكنه يشبه روحاً بدرجة كافية بحيث كل ما تفكرون فيه هو الشكل الضخم والمشتت للانتباه في زاوية الغرفة الذي يبدو كما لو أنه على وشك هز ذراعيه وإطلاق صرخة مرعبة.

تكتمل أجواء الموت والكآبة هذه مع إضفاء بعض أبرز عناصر أفلام الرعب التي بتنا نراها من مخرج معاصر كبير.

يتعاون برانا مرة أخرى مع المصور السينمائي هاريس زامبارلوكوس، واللذين يستخدمان أسلوب تحريك مميز للكاميرا يضفي نوعاً من المرح على الفيلم (لأسباب يتم الكشف عنها في النهاية) ويتراوح بين لقطات مقربة منحرفة بشكل غير مريح، إلى استخدام الكاميرا التي يتم وضعها فوق رأس الممثل، واللقطات الواسعة التي تغمر الممرات المظلمة حيث يبدو أن الناس محكوم عليه بالموت. وبفضل ذلك تصبح اللحظات الأكثر رعباً في الفيلم ممتعة للغاية، تتخللها عبارات ذات حس الفكاهة الجاف من بوارو، الذي لا يضطر فقط إلى مواجهة رفاقه، ولكن أيضاً وجهة نظره الخاصة.

لكن للأسف بغض النظر عن مدى نجاح الممثلين في إقناعنا بالقصة الرئيسية، إلا أن أسلوب التحرير السريع نفسه الذي يبرز شدة الغموض بالفيلم ينتهي به الأمر إلى إعاقة الكثير من الدراما الشخصية وعلاقات الشخصيات، لدرجة أن مسألة معرفة "من هو القاتل" لم تعد مهمة بقدر أهمية السؤال عن كيفية تأثير هذه القضية على بوارو ومعتقداته. ومع ذلك فإن هذا هو بالضبط السبب الذي يجعل النهج الذي يتبعه برانا مع بوارو ناجحاً تماماً. إنه يهتم بهذه الشخصية بشكل أعمق من أي شخص آخر ربما باستثناء كريستي نفسها، ويظهر ذلك في فيلم A Haunting in Venice بشكل أكثر وضوحاً مما كان عليه من قبل.

- ترجمة ديما مهنا

الخلاصة

إن A Haunting in Venice فيلم رعب كوميدي خارج عن المألوف يُروى بزخم هائل، والذي يبتعد بشكل كبير عن الأسلوب الذي اتبعه المخرج وبطل الفيلم كينيث برانا مع فيلمي بوارو السابقين. ومع ذلك فهو يواصل تطور السلسلة في تقديم التقدير للمحقق البلجيكي الشهير، حيث يبدو بوضوح أن برانا يهتم بشخصية بوارو أكثر من أي شخص حي آخر.

In This Article

A Haunting in Venice

20th Century Studios

مراجعة فيلم A Haunting in Venice

8
عظيمة
الفيلم الثالث للمخرج كينيث برانا حول المحقق بوارو هو الأفضل والأغرب حتى الآن.
A Haunting in Venice