Star Wars Jedi: Survivor - مراجعة

صراع البقاء.

مراجعة Star Wars Jedi: Survivor

يمكنني القول أن ألعاب مثل Battlefront و Force Unleashed جعلتني مفتونًا بعالم Star Wars وشخصياته بشكل كبير، لكنها لم تمتلك ما يكفي من المميزات لتصبح ضمن مصاف ألعابي المفضل لفترة الطويلة، على الجانب الآخر، كانت Jedi: Fallen Order هي الأكثر صعوبة بسبب قتالها الممتاز، والشخصيات القوية، وبطلها الذي تتعاطف مع قصته وصموده وحيدًا أمام الامبراطورية، والأهم، القصة التي تضمنت تشعبات عديدة ومفاجآت مختلفة جعلتها أشبه بمثابة تمهيد لما سيحدث في Survivor، لا يعني هذا أن Fallen Order خالية من المشكلات، لكنها أفضل لعبة SW سنحت لي فرصة تجربتها، كما أنها قدمت قصة أصلية تضاهي أبرز أفلام السلسلة السينمائية، وبالتالي، يأخذ الجزء الجديد على عاتقه مهمة تقديم قصة أكثر نضجًا، وشخصيات بأفكار ووجهات نظر أكثر عقلانية تعكس الخبرات التي اكتسبوها خلال تلك الفترة، بعكس تسرع الشباب وحب الاستكشاف الذي سيطر على كال في الجزء الأول.

لا تقدم Survivor تغييرات جذرية كما هو متوقع من أي جزء مكمل، بل ركز استوديو Respawn جهوده كافة على الاستفادة من ميزات الجزء الأول وتوسيع نطاقها بصورة أكبر، سواء أسلوب اللعب أو القدرات أو الأعداء أو حتى الكواكب وعناصر الاستكشاف التي تجعل البحث عن أسرار كل منطقة وإيجاد الكنوز المخفية بطريقة ألعاب المنصات أقرب إلى استعراض رشيق يسر العينين، ويوفر للاعب شعور بالرضا كلما نجح في هزيمة زعيم ما، أو استطاع عبور لغزًا ظل يمثل عائقًا أمامه لفترة من الوقت ويمنعه من المضي قدمًا في الأحداث.

بعد مرور 5 سنوات على أحداث الجزء الأول، مازال كال مطاردًا من قبل الإمبراطورية كما لو أنه لم يتحرك من مكانه قيد أنملة، بل ازدادت الأمور سوءًا وأصبح القبض عليه بمثابة الهدف الرئيسي للمجرة بأكملها، رغم ذلك، يستمر البطل الشاب في مسعاه دون أن يولي أي اهتمام لأعدائه، يسعى للانتقام من الامبراطورية لكنه يتراخى بين حين وآخر بسبب التطورات التي لم تكن في الحسبان، ويستقر في النهاية على حل مشاكله هو وأصدقاءه من خلال الاختفاء من الوجود تمامًا، يرى كال أن وجهة النظر الأصح هي الهرب وحماية من تحب ما لم تستطيع المواجهة، وبينما كانت جهوده تركز في البداية على إصلاح Mantis للأستمرار في مواجهة الإمبراطورية، لكنه سرعان ما يتعرف على Tannalor، وهو شذوذ غامض سيمنح بطلنا تذكرة الهرب التي ستخصله من كل تلك المطاردات والمشاكل التي تنتهي، حيث يصعب على أي قوة، بما في ذلك الإمبراطورية نفسها، مطاردة أي شخص لهذا البعد، وبالتالي، فحلم الوصول إلى تلك النقطة أصبح هو المحرك الرئيسي للأحداث للمضي قدمًا، بينما تعرفنا الذكريات التي يعثر عليها اللاعب بشكل عشوائي والمشاهد السينمائية التي تستعيد حقيقة ما حدث لفصيل Jedi قبل عشرات السنين، كيف انقلب البعض ضد رفاقه في سبيل تحقيق مجد شخصي، مما يجعل هناك تلهف لمعرفة حقيقة ما حدث، حتى وأن كانت الإجابات محدودة للغاية في النصف الأول من عمر العنوان.

تنطلق أحداث Survivor من نقطة مثيرة للاهتمام حيث يحاول بطلنا خداع الإمبراطورية وإلقاء القبض على أحد القادة في سبيل الوصول لهدفه، وسرعان ما تنتهي المهمة بشكل غير متوقع انتقل على أثره إلى Koboh مباشرة، أضخم كواكب اللعبة وأكثرها نشاطًا سواء من حيث الشخصيات أو المتاجر أو المناطق المتاحة للاستكشاف أو تفرعاته العديدة التي ستضيع فيها ساعات إذا كنت تبحث عن جميع المقتنيات والذكريات والعناصر الثمينة، يمكن وصف كوبوه بكوكب عملاق ومفتوح على نطاق واسع يعمل إلى حد كبير كمنزل لكال في ظل ابتعاده عن وطنه الأصلي، يمثل هذا الكوكب أول تغيير حقيقي مقارنة بالجزء السابق، نظرًا لأنه يضع اللاعبين في عالم شاسع مع إعطائهم كامل الحرية لفعل ما يحلو لهم.

يمتلك الكوكب تضاريس متنوعة ما بين الكهوف والوديان والممرات الجبلية، وكلما تعمقت في استكشافه، كلما لاحظت حجمه الهائل، يبدو الأمر مربكًا في البداية، وقد عانيت شخصيًا في كثير من المواقف بسبب طريقة عرض الخريطة عبر الهولوجرام، والتي تشتت تركيز اللاعب بشكل غير مقصود في بعض الأوقات لاكتشف لاحقًا أن كل الجهود التي بذلتها في إحدى المهام ما هي إلا مهمة فرعية عبارة عن شائعة تنتشر على سطح الكوكب ويتبادل تفاصيلها السكان ويتوجب عليك التحقق من صحتها من خلال غرف الألغاز التي تكافئك في المقابل بنقاط مهارة تساعدك على اكتساب المزيد من القدرات التي ستجعل مواجهة جنود الإمبراطورية أقل حدة.

كوبوه ليس الكوكب الوحيد بالطبع، ومازال هناك المزيد من الكواكب والأقمار لاستكشافها، لكن لا تتوقع عددًا ضخمًا، حيث يركز تصميم Survivor على الانتقال ذهابًا وإيابًا بين تلك الكواكب المحدودة، وفتح المزيد من الأنشطة والمتاجر والأزياء والأدوات والأسلحة والقدرات كلما تقدمت أكثر في الأحداث، رغم ذلك، وبالنظر لكون تصميم اللعبة العالم أقرب إلى ألعاب ميتروفيديا، سيكون هناك مناطق جديدة لاستكشافها في كل زيارة، واختصارات لفتحها، وألغاز جديدة تحتاج لحلها، وقدرات أكثر قوة يوازيها أعداء أكثر بطشًا ليعمل كال على صقل مهارته في سبيل الوصول إلى مسعاه.

يعمل نظام الاستكشاف والمحتوى الجانبي في Survivor بطريقة جيدة مع نظام التقدم وشجرة المهارات، هناك ثلاث أشجار مهارة رئيسية تتنوع ما بين قدرات السيف الضوئي وتفرعاته المختلفة، والقوة التي تتيح لبطلنا دفع أو جذب الأشياء أو السيطرة على القوة العقلية لأعدائه والتحكم فيهم، وفئة خاصة بالحالة الصحية وترقياتها، يكتسب كال نقاط المهارة نظير الأنشطة التي يتطرق لها بشكل مستمر، سواء رئيسية أو فرعية، ويمكنه تطوير قدراته من خلال نقاط الراحة كما يحدث في ألعاب Souls، والتي تقوم بإعادة كل شيء إلى سابق عهده مقابل استعادة الحالية الصحية أو تغيير أساليبك القتالية أو السفر السريع للنقاط التي قمت بفتحها سابقًا، على الجانب الآخر، توسعت خيارات التخصيص في هذا الجزء بصورة مثيرة للإعجاب، وستعثر على عشرات الصناديق التي تتضمن ملابس وقصات شعر وقطع غيار لمرافقك BD-1، مما يسمح لبطلنا بتغيير مظهره بشكل جذري وبصورة أوسع مما حدث في اللعبة الأولى، بما في ذلك تخصيص سيفه الضوئي بشكل مفصل.

يساعدك BD-1 على فحص العناصر المختلفة في كل منطقة جديدة تزورها، ويوفر المزيد من التفاصيل عن الشخصيات والكواكب والأعداء للتعامل معهم بأريحية، بينما تعمل الخريطة الضوئية على توفير صورة عامة للمنطقة التي تتواجد فيها مع بعض التفاصيل التي تعرفك على الاماكن المستكشفة والمهام الفرعية والهدف الرئيسي، ولديك مطلق الحرية في اختيار خطوتك التالية، مثل العلامات التلقائية التي تبرز الممرات التي تؤدي إلى مناطق غير مستكشفة، والرموز التي تتيح لك معرفة المناطق التي لا يمكنك الوصول إليها بعد بقدراتك الحالية، وخط رفيع يشير إلى الطريقة التي سلكتها للتو، وبالطبع نقاط الحفظ والسفر السريع.

للتعامل مع التهديدات الأكثر قوة، يكتسب كال المزيد من القدرات بمرور الوقت، أبرزها القدرة على ترويض مجموعة مختلفة من الوحوش بحسب الكوكب الذي تتواجد فيه، تعمل هذه الوحوش على اختصار الوقت والسفر لمناطق بعيدة في فترة زمنية أقل، كما أنها ضرورية في تجاوز بعض العقبات أو المناطق التي لا تستطيع الوصول إليها سيرًا على الأقدام، وتعمل تلك الميزة بشكل مثالي مع تصميم المستويات الذي شهد تنوعًا كبيرًا في ساحات القتال ومستوى الأعداء، ومعارك لزعماء التي ستشهد تباين كبير بين اللاعبين لأسباب مختلفة أبرزها مستوى الصعوبة الذي يتطرق له المستخدم، فمعارك الـMinibosses على سبيل المثال تضعك في مواجهة حيوانات ومخلوقات عملاقة بقوة كبيرة لكنها تعتمد على نفس الأساليب الهجومية مرارًا وتكرارًا، يتطور الأمر بشكل جيد في مواجهات الزعماء الرئيسيين، خاصة في النصف الثاني من الأحداث، لكن بمجرد إتقان أساسيات أسلوب اللعب مثل المراوغة والصد ستكون قادرًا على هزيمة الأعداء العشوائيين الذين يعترضون طريقك كل فترة، وربما تعاني لفترة في المعارك الكبيرة إلى أن تتمكن من تطوير شجرة مهاراتك، على سبيل المثال وليس الحصر، يمكنك استخدام القوة (Force) لجذب الاعداء تجاهك وإلحاق الضرر بهم دفعة واحدة، أو السيطرة على أحد الجنود أو الوحوش ليقوم بالقضاء على خصومك عوضك عنك، أو الاستعانة بالعناصر التفاعلية في البيئة حولك ككرات الألغام التي يمكن إلقائها تجاه الأعداء والجدران الهشة للعبور للمنطقة التالية.

ستواجه هنا التهديدات المعتادة التي صادفتها في الجزء الأول مثل جنود الإمبراطورية Purge الأكثر ذكاءً والأسرع في المعارك والذين يشكلون تهديدًا لبطلنا معظم الوقت، و Magnaguard، وحدات النخبة التي تستخدم أسلحة الطاقة لإصابة الهدف من مسافة أمنة، والتهديدات الجديدة كليًا المتمثلة في Bedlam Raider، وهم صيادون مكافآت يستخدمون أسلحة طاقة لإيقاف بطلنا ويتوجب على كال كسر دفاعاتهم وتفادي هجماتهم إلى أن يتمكن من القضاء عليهم، ويمكن القول أن Survivor تتمتع بتنوع كبير في الأعداء سواء الوحوش أو الجنود أو حتى الروبوتات، ولكن تكمن المشكلة الحقيقية في القدرات الهجومية لبعض الوحدات التي تتشابه في المجمل، خاصة في معارك الزعماء، حيث تعتمد معظم الوحوش على نفس آليات الهجوم المتمثلة في الركض السريع نحوك، أو الدحرجة وتوجيه الضربات العشوائية من مسافات قريبة.

يتخذ كال من مدينة Rambler’s Reach مقر رئيسي له، ويعود إليها بشكل مستمر أما للتقدم في الأحداث أو لزيارة المتاجر المختلفة التي توفر تخصيصات جديدة في كل زيارة، أو لتبادل أطراف الحديث والحصول على معلومات جديدة من الشخصيات الافتراضية، كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن بعض المناطق لن يتمكن اللاعب من زيارتها إلا بعد الحصول على قدرات محددة في وقت معين من القصة، وبالتالي لا تكشف Survivor عن كل مفاجأتها دفعة واحدة، وإنما تبقي اللاعب متشوق لتوسيع ترسانة قدراته وعتاده والبحث عن تحديات جديدة أكثر صعوبة.

يتميز كل كوكب بتصميماته الفريدة والتهديدات المختلفة غير المتوقعة، لكن الكواكب الأصغر حجمًا لا تتمتع بمثل هذا التنوع أو حجم الأنشطة الذي يوفره كوكب كوبوه الرئيسي، لا يعني هذا أنها مكررة، بل على النقيض تمامًا، فهي توفر تحديات أصعب، كمحاولة تفادي وحش ضخم يسكن رمال الصحراء ويفتك بكل من تخطو قدماه عليها، أو المنحدرات التي يصعب تسلقها إلا بالاستعانة بجهود رفيق آخر، لكنها لا توفر حجم المحتوى الذي شاهدته في الكوكب الرئيسي، وبالتالي لن تتطلب منك الكثير من الوقت للعثور على كافة أسرارها كما تظن.

لا يقتصر دور Survivor على تغيير ما لم ينجح في اللعبة الأصلية، بل تعتمد أيضًا على أفضل عناصرها، كان القتال المستوحى من Dark Souls أحد أكبر النقاط الساحرة في Fallen Order، ويعود بكامل قوته هنا بعمق أكبر بفضل الوضعيات القتالية الجديدة (stances) والقوة الأكثر فعالية، هناك وضعيات قتالية أكثر من الجزء السابق، مما يمنح كل لاعب الحرية في اختيار أسلوبه المفضل، شخصيًا اعتمدت على وضعية Dual Wield معظم الوقت، حيث تكون هجمات كال أسرع بكثير ولكن بمدى أقصر، في حين أن وضعية Double Bladed توفر لك سلاحًا أكثر قوة في المعارك قريبة المدى والتجمعات الكبيرة، لكنها أقل تأثيرًا في المواجهات الصعبة مع الزعماء، ومع التقدم في الأحداث والوصول إلى منتصف اللعبة تحديدًا، ستتمكن من فتح وضعيات جديدة تمامًا مثل Blaster و Crossguard، وكلاهما ضروري في بعض المواقف المحتدمة، كما أن الإمكانيات الحقيقية لتلك الوضعيات تظهر بوضوح عند دمجها مع قدرات كال والمهارات التي اكتسبها، كإبطاء الوقت للاقتراب أكثر من خصمك وإلحاق الضرر به، أو توجيه ضربة سريعة وإنهائها بالتراجع للخلف لتجنب التعرض لأي أضرار متوقعة.

توفر اللعبة طور أداء بدقة عرض 1440p وسرعة 60 إطارًا في الثانية، وطور جودة بدقة 4K ومعدل 30 إطارا ترتفع لأكثر من ذلك معظم الوقت، وعلى غير العادة، عانى طور الأداء من بعض المشكلات المتمثلة في هبوط معدل الإطارات وتقطيع الشاشة خاصة في المناطق المفتوحة والتجمعات الكبيرة، ومن الغريب حقًا أن طور الجودة كان أفضل في تلك الجزئية، حيث تعمل اللعبة بشكل مستقر غالبية الوقت، لكنك لن تشعر بنفس السلاسة والسرعة في المعارك الضخمة كما هو متوقع، حتى تحديث اليوم الأول الذي صدر قبل ساعات قليلة لم يحل مشكلة طور الأداء حتى الآن، انتظارًا لمزيد من التحديثات بعد الإطلاق.

الخلاصة

تفوقت Survivor على الجزء السابق في معظم عناصرها، وقدمت أسلوب لعب محسن مع معارك قتالية مصممة بدقة متناهية توفر تغييرات كبيرة في أسلوب اللعب بحسب وضعيات القتال التي يعتمد عليها اللاعب، وقصة مشوقة قد يبدو رتمها بطيئًا بعض الشيء في البداية لكنها تصل قمتها في النصف الثاني من الأحداث مع مفاجآت لا تتوقف، ومستوى رسومي مبهر ومؤثرات صوتية وفية لأعمال Star Wars ومصممة بشكل احترافي، ومحتوى ضخم يمتد لعشرات الساعات في حال قررت استثمار وقتك في الأنشطة والمهام الفرعية.

In This Article

مراجعة Star Wars Jedi: Survivor

8.5
عظيمة
تنتظركم مغامرة أضخم وأعمق وأكثر إثارة في Star Wars Jedi: Survivor مقارنة بأول جزء.
Star Wars Jedi: Survivor