مراجعة Metal Gear Survive - مراجعة

معاناة لا تنتهي!

مراجعة Metal Gear Survive

لطالما كانت سلسلة Metal Gear واحدة من أبرز ألعاب التسلل والتخفي في العقدين الأخرين لما قدمته اللعبة من مزايا جديدة ولوجود المطور "هيديو كوجيما" خلف العنوان قبل أن تتفاقم مشاكله مع Konami ويغادر على أثرها الشركة نهائيا، رغم ذلك قرر الناشر الياباني الإستمرار في تقديم أجزاء جديدة من السلسلة من خلال إصدارة Metal Gear Survive والتي تشهد تغييرات كبيرة مقارنة بأخر إصدار سواء كونها تعتمد على عناصر ألعاب البقاء بشكل كلي، أو وجود طور لعب تعاوني، ولكن كل كانت اللعبة خطوة على الطريق الصحيح في مسار السلسلة؟ أم انتكاسة ستؤثر بالسلب على الإصدارات المستقبلية؟ هذا ما نحاول سرده من خلال المراجعة.

تدور أحداث Metal Gear Survive في الحقبة الزمنية الفاصلة بين جزئي Phantom Pain و Ground Zeroes وتم تطويع جميع العناصر لخدمة التوجه الجديد الذي تقدمه السلسلة، حيث سيجد اللاعب نفسه وحيدا في عالم ضخم يحاول استكشاف ما يحدث والعثور على الموارد التي تضمن له البقاء على قيد الحياة كالماء والطعام، واستكشاف كل بقعة في الخريطة أما للعثور على الناجيين أو ايجاد المزيد من الموارد لتأمين القاعدة الخاصة به أو تطوير معداته وأسلحته.

تنطلق أحداث اللعبة بمشهد سينمائي مؤثر يستعرض هجوم XOF على القاعدة الأم التي أسسها Big Boss، حيث يتدخل اللاعب في اللحظة المناسبة لإنقاذ الزعيم من الإغتيال، ورغم كون المشهد مؤثرا من الناحية الدرامية إلا أن سرعات ما تتطور الأمور بشكل غير منطقي بعد ظهور ثقب ضخم في السماء يحاول ابتلاع كل شبر من القاعدة وبعد فترة من المقاومة ينتهي المشهد بسقوط الشخصية الرئيسية في قاع المحيط ومفارقته الحياة قبل أن يتم إنقاذه من قبل Wardenclyffe الذراع السري للحكومة الأميركية، وهنا يتم كشف تفاصيل القصة بصورة أوضح حيث تمكن الباحثين من التوصل للسفر عبر الأبعاد الزمنية المختلفة، وبالفعل تم إرسال فريق بحثي للعالم البديل المسؤول عن انتشار هذا الوباء على سطح الأرض ولكن انقطع الأتصال بالفريق منذ فترة ولم يعد هناك أي أمل من استعادة الأبحاث التي أجروها إلا من خلال ارسال اللاعب في مهمة شبه مستحيلة لإستعادة الفريق المفقود والبيانات الخاصة بهم.

ما الذي يضطر أي شخص للذهاب في مهمة نسبة النجاح فيها شبه منعدمة؟ السبب كون الشخصية الرئيسية مصاب بالعدوى، وإذا لم يتمكن من إنهاء المهمة بنجاح وايجاد البيانات التي تشمل علاج لهذا المرض سيموت قبل أن تطأ قدماه الأرض مرة آخرى، ولذلك لا مفر من قبول المهمة ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

بدأت اللعبة أحداثها بشكل ممتاز من خلال العروض السينمائية والمعلومات التي وفرتها للاعب ليفهم ما يحدث حوله، ولكن سرعان ما تحول الأمر لمماطلة غير مجدية خاصة عندما التقيت بالمساعد الشخصي وهو عبارة عن حاسب آلي متطور يقوم بتحليل بيانات اللاعب باستمرار ويخبره بخطوته التالية، ولكن عوضا عن ذلك وجدت نفسي أدخل في مناقشات تستمر لفترات زمنية طويلة من خلال الرسائل النصية، ناهيك عن ضرورة العودة للقاعدة الأم بعد تنفيذ كل مهمة تقريبا أما للأستماع لتفاصيل نادرا ما تتضمن معلومات هامة، أو لتجديد مواردك وتخزين العناصر التي عثرت عليها.

كون العنوان يعتمد على عناصر ألعاب البقاء ساعد هذا الأمر في تحسين اسلوب التسلل والتخفي بصورة أفضل، ولكن للأسف هذا الأمر ينطبق على اللعب بشكل فردي فقط حين يتحرك اللاعب بحذر ويدرس كل خطو ة يتخذها، ولكن عند التطرق للعب التعاوني مع 3 أشخاص أخرين يصبح الأمر عشوائي بدرجة كبيرة ويصعب اتباع نفس الأسلوب.

بعد مرور فترة زمنية قصيرة شعرت أنني أمام الطور الجماعي للعبة MGS V مع وجود بعض الاختلافات، حيث قرر فريق التطوير لسبب ما إضافة عناصر رئيسية لأسلوب اللعب مثل الجوع والعطش رغم عدم وجود أي اهمية وراء هذا القرار باستثناء التحذيرات المستمرة التي يحصل عليها اللاعب كل دقيقة للعثور على الطعام أو لشرب المياه والمحافظة على حالته البدنية، في بعض الأوقات كنت افقد تركيزي بسبب هذا الأمر واستخدامه بطريقة مستفزة، حيث يستمر المؤشر في الإنخفاض بشكل مستمر وبسرعة كبيرة مما يفرض على المستخدم ترك كل ما يفعله والبحث عن الموارد لسد جوعه، أضف إلى ذلك ضرورة العودة بشكل مستمر للقاعدة الأم لاستخدام تلك الموارد، حيث يعثر اللاعب على المياه بشكل مستمر ولكنها لا تصلح للاستخدام الأدمي وتحتاج الى المعالجة الكيميائية أولا، ونفس الأمر بخصوص الطعام الذي يجب طهوه بطريقة صحيحة قبل استخدامه واستعادة الحالة البدنية.

من وجهة نظري الشخصية، تلك الإضافات الصغيرة لا ضرورة منها سوى قضاء اللاعب فترة اطول في التجول والاستكشاف أو البقاء داخل اللعبة بوجه عام، فكلما تناولت الطعام أو الشراب يزداد المؤشر بنسبه 20% فقط مما يعني أن أمامك فترة زمنية لا تتعدى 10 دقائق قبل أن تبدأ أثار الجوع في الظهور وتفقد الرؤية والتركيز شيئا فشيئا ويؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على حالتك البدنية واستخدام بعض عناصر أسلوب اللعب كالركض والتسلل، بالطبع الأمر يصبح أقل أزعاجا بعد تطوير القاعدة وزيادة الموارد مثل الاستفادة من مياه الأمطار وإنشاء المزارع ومناطق تحلية المياة، ولكن المثير للسخرية حقا هو أنك تحرق المياة والطعام بشكل مستمر حتى وأن كانت الشخصية واقفة بلا حراك لبعض الوقت، وبشكل عام يعتمد اللعب الفردي على تلك العناصر بدرجة كبيرة، أيا كانت المهمة التي تتطرق لها أو المناطق التي تكتشفها، ستحتاج الى متابعة مؤشر الطعام والشراب والحالة البدنية والحالة الصحية للشخصية حتى لا تفاجأ بانعدام القدرة على استخدام معظم القدرات والمهارات الأساسية.

طور اللعب الفردي يوفر للاعب القدرة على فهم أسلوب اللعب بشكل جيد وخوض العديد من المهام البسيطة في البداية للتعرف على كافة العناصر المتاحة للاستخدام، ولكن في طور اللعب التعاوني تصبح الأمور أكثر صعوبة ولذلك لا ينصح بالتطرق لهذا النمط إلا بعد الوصول للمستوى 15 على أقل تقدير، حيث ستجد الأعداء أكثر قوة وسرعة ولن تتمكن من الصمود أمامهم لفترة طويلة ما لم تمتلك معدات واسلحة مطورة، واصدقاء برتب مرتفعة يساعدونك في مبتغاك.

في Metal Gear Survive هناك خيارات تطوير وترقية أكبر من أي جزء سابق في تاريخ السلسلة، حيث يمكن للاعب تطوير كل قطعة من معداته بشكل منفصل سواء الأسلحة أو المعدات أو القاعدة أو الأدوات الدفاعية والهجومية التي تستخدم في تأمين المنطقة المحيطة، ولكن كل تلك الخيارات لا تؤثر بشكل مباشر في الأحداث مثلما يفعل نظام الجوع والعطش، هذا النظام ليس مزعجا فقط بشكل مستمر، وإنما يؤثر مباشرة في مدى قدرتك على الاستكشاف و المسافة التي ستقطعها قبل أن تبدأ قواك بالانهيار، ولكن في المقابل يجمع اللاعب جميع الموارد التي يعثر عليها أثناء رحلته، وبمجرد العودة للقاعدة يتم تخزين تلك الأدوات تلقائيا، هنا يمكن للمستخدم الاستفادة من نظام الصياغة بالطريقة التي يفضلها، اما تطوير معدات على حساب الأخرى أو الحصول على ملابس مميزة أو زيادة قدراته القتالية أو تأثير اسلحته في المواجهات المباشرة، وبحسب اسلوب لعب كل مستخدم، تتيح له اللعبة الحرية الكاملة في تطوير الأدوات التي يستخدمها.

ما يميز نظام الصياغة والتطوير هي القوائم البسيطة التي استخدمتها اللعبة والتي توضح العناصر المطلوبة لتطوير أي قطعة بشكل بسيط، كذلك يمكن للاعب العثور على الموارد المطلوبة بشكل مستمر من خلال الاستكشاف دون الحاجة لقضاء ساعات طويلة في البحث عن عنصر محدد بسبب ندرته مثلما يحدث في العاب البقاء الأخرى، هنا كل الخيارات متاحة بسهولة وبدون صعوبات، ولكن كل العناصر مرتبط ة ببعضها البعض، على سبيل المثال لن تتمكن من جمع كل الموارد التي ترغب بها دفعة واحدة بسبب تأثير هذا الأمر على حركتك كلما حملت أوزان إضافية مما يضطرك للذهاب للقاعدة بشكل مستمر من فترة لأخرى، حتى وأن لم يكن هناك هدف حقيقي من هذا الأمر باستثناء تخزين ما عثرت عليه.

مثلما حدث في The Phantom Pain، يمكن للاعب تطوير القاعدة الأم بعد فترة من الوقت، سواء المنشآت والمرافق، أو البحث في جدل عمليات Big Boss وتتبع الجنود المفقودين ومحاولة العثور عليهم، وكلما استثمر اللاعب وقته في تطوير المنشآت، كلما انعكس الأمر بالإيجاب على تقدمه في الأحداث مستقبلا، خاصة وأنه لن يعاني في إيجاد العناصر الأساسية كالطعام والشراب بعد انشاء المزارع ومناطق الرعي التي توفر لحوم ومياة بشكل مستمر.

على الجانب الأخر، تقدم اللعبة ميزة جديد ة كليا تدعى The Dust وهي عبارة عن سحابة ترابية سامة، لا تكتفي فقط بتشويش الرؤية، وإنما تقضي على اللاعب تماما ما لم يستخدم إمدادات الأوكسجين بشكل مستمر، تلك السحب تجعل الرؤية شبه معدمة وتختفي الخريطة تماما عند التطرق لتلك المناطق باستثناء الاتجاهات الرئيسية، وهناك يعثر اللاعب على موارد مختلفة ويتعرف على قصص وتفاصيل بخصوص شخصيات أخرى، ولكن من المخجل حقا أنه كلما اندمجت مع الأحداث لبعض الوقت، كلما وجدت نفسي مضطرا لفتح القائمة الرئيسية أما لتناول الطعام أو الشراب أو استخدام الاوكسجين.

قدم العنوان ايضا تنوع ملحوظ في تصميمات الأعداء، رغم ذلك شعرت في أوقات كثيرة بمحدودية الذكاء الإصطناعي سواء عند التجول وسط أعداد ضخمة من الأعداء دون أن يشعروا بك، أو حتى عندما يكتشفون وجودك في المطاردات غالبا ستتمكن من الهروب دون أن تصاب بأي ضرر يذكر، ويمكن للاعب أن يضلل خصومه بابسط الطرق المتاحة من خلال تغيير موقعه باستمرار أو البقاء في منطقة غير مكشوفة لبعض الوقت. هناك تباين واضح في كافة عناصر Metal Gear Survive، حيث تمتاز اللعبة بالمستوى الرسومي المميز والتفاصيل التي تتواجد في البيئة رغم كون معظم الأحداث في صحراء قاحلة، كذلك تم تقديم الشخصيات بشكل ممتاز من خلال المشاهد السينمائية والمحادثات التي تتطرق لذكريات الماضي، ولكن رغم ذلك كان هناك محادثات لا فائدة منها على الإطلاق سوى إضاعة وقت اللاعب، أضف الى ذلك النظام البدائي المتبع في ألعاب العالم المفتوح حيث التجول لفترة وجيزة قبل العودة للقاعدة الرئيسية مرة أخرى اما لإيجاد الطعام والشراب أو تخزين ما عثرت عليه قبل أن تتمكن من استكمال ما بدأته.

الخلاصة

قدمت Metal Gear Survive بعض الأفكار بطريقة لا تلائم ألعاب البقاء نهائيا، مثل إجبار اللاعب على فتح القائمة الرئيسية كل دقيقة لمتابعة مستوى الجوع والعطش، والدخول في محادثات لا فائدة منها سوى إضاعة الوقت، والتطرق لقصة خيالية تماما لن تؤثر لإي أي شخص مثلما فعلت الأجزاء الرئيسية والذكاء الإصطناعي المحدود للأعداء، ولكن في المقابل كان هناك أفكار نفذت بشكل ممتاز مثل سحب الغبار التي وفرت أجواء مثيرة، ونظام الصياغة المتشعب لأقصى درجة.

مراجعة Metal Gear Survive

7
جيدة
بالغت Metal Gear Survive في تقديم بعض العناصر بصورة مملة ومكررة ما أثر بالسلب على المستوى النهائي للعنوان.
مراجعة Metal Gear Survive