الموسم 4 من The Boys - مراجعة

عواقب تصرفات كل منهم تلاحقهم!

مراجعة الموسم 4 من The Boys

هذه المراجعة خالية من الحرق للموسم الرابع من The Boys، والذي يُعرض في 13 يونيو على Prime Video.


إذا علمتنا الأحداث الجنونية في مسلسل The Boys أي شيء، فهو أنه لا يوجد صعود من دون سقوط. كان الموسم الثالث من مسلسل Prime Video تحفة فنية في السخرية السياسية التي تم تصويرها من خلال عدسة الأفعال الجنونية والفاضحة للخارقين، وانتقل هذا التفوق إلى السنة الدراسية الأولى في مسلسلها الجامعي الرائع المشتق Gen V. وبعد الكثير من الأحداث المتصاعدة، وصل الموسم الرابع في الوقت الذي يجب أن نرى فيه الكثير من الكشوفات، حيث يقوم المشرف العام إريك كريبكي وفريقه بتكديس القصص مثل السردين في علبة داخل هذه الحلقات الثمانية. لقد أدت المشاكل التي لم يتم حلها في The Boys إلى وضع كريبكي في الزاوية، والتي تفاقمت الآن بسبب الكشف الكبير بمسلسل Gen V: فيروس يهدد حياة طاقم الأبطال الخارقين في شركة فوت (Vought International).

يقدم الموسم الرابع صياد الخارقين المقتص للعدالة بيلي بوتشر (كارل أوربان) وخصمه الذي يرتدي النجوم والخطوط، هوملاندر (أنتوني ستار) مع تحقيق أهدافهما النهائية، لكن كلا الرجلين مستغرقان بالتفكير ومنهكان مع احتمال تحقيق النصر في الأفق. يُجسد أوربان بشكل رائع ��انباً أكثر تعاطفاً وليناً لبوتشر، الذي ينهكه السعال مع اقترابه من الموت بسبب ورم ناجم عن المركّب V في دماغه. يظل أنتوني ستار على عهده بينما يواصل هوملاندر شق طريقه نحو القمة في فوت (ومن ثم العالم) من خلال إثارة الخوف، لكنه كثيراً ما يتم الإمساك به وهو يحدق في العدم ويطغى عليه التفكير بما سيحدث تالياً. ليس هناك تراجع عن التنافس بينهما عندما أصبحت أيام بوتشر معدودة، لكن التدمير المتبادل المؤكد لصراعهما أصبح أثقل من أي وقت مضى.

يضاعف الموسم الرابع التركيز على الفساد الذي يبدو مألوفاً بشكل غير مريح بالتزامن مع عام الانتخابات في العالم الحقيقي. يشير صعود هوملاندر كديكتاتور خارق إلى 6 يناير بشكل مباشر وغيرها من الأحداث التي تجري في أمريكا حالياً. لم يلتزم The Boys أبداً الصمت بشأن هوية الشرير الكبير في المسلسل، وليس أمام كريبكي خيار سوى تسليط الضوء على تكتيكات هوملاندر المتمثلة بشعار "فلنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" (التي اشتهر بها دونالد ترامب)، والتي يصورها من دون التضحية بقيم المسلسل، فهي تتلاءم جيداً مع أجوائه. يجب توضيح التهديد الذي يشكله هوملاندر على الولايات المتحدة في رسائل كبيرة وواضحة للمشاهدين لأن بعضهم ما زالوا غير قادرين على قبول كونه شريراً، ومن المهم أكثر من أي وقت مضى التأكد من أن رسائل The Boys واضحة تماماً ولا تصل بشكل خاطئ.

تطغى على الموسم الرابع أجواء من الكآبة والتلاعب واليأس. إن تشخيص بوتشر بالموت الوشيك يجعله أكثر ليونة. ويتولى مارفن "حليب الأم" (لاز ألونسو) منصب قائد فريق ’الرفاق‘، لكنه يعاني من نوبات القلق التي تنتابه. يسعى هوملاندر إلى "تطهير" أمة لوضع الخارقين في المقام الأول، لكنه يجد عقله مشوشاً بواجبات الأبوة وذكريات الطفولة السيئة بعد أن يعيش رايان (كاميرون كروفيتي) في برج فوت. يحلم فرينشي (تومر كابوني) بالسعادة ولكنه لا يجد سوى الألم، وتهرب آني جانيوري (إيرين موريارتي) من شخصيتها الخارقة ستارلايت بسبب ما هي مسؤولة عنه، ويخضع هيوي (جاك كويد) بلا رحمة للاختبارات، وبالتالي نحن لسنا أمام موسم آخر مليء بالطاقة العالية. بل أننا وصلنا إلى النتائج التي كان يتجه إليها مسار القصة من البداية، وعلى الرغم من وجود الكثير من الأحداث الجديرة التي تصل إلى خواتيمها بشكل مُرضٍ، إلا أن الكآبة التي تملأ الأجواء يمكن أن تصبح خانقة.

توفر القادمتين الجديدتين إلى ’السبعة‘ (The Seven) بعض الراحة إلى الأجواء. تقدم فايركراكر (Firecracker) للممثلة فالوري كاري شخصية تمزج بين آليكس جونز، وجوبيلي من X-Men، وستورم فرونت: شخصية متملقة لهوملاندر تشتكي من حركة ANTIFA اليسارية وتروج المؤامرات لوسائل الإعلام المتحيزة. إنها تلقي بأجواء مكروهة بشكل لذيذ. ومن ناحية أخرى تعتبر سيستر سيج (سوزان هيوارد) أكثر إثارة للاهتمام: فهي أذكى شخص في العالم حرفياً، وبالتالي تتحدى صبر هوملاندر من خلال إخباره دائماً بالحقيقة الصريحة حتى عندما يكون مخطئاً. تبدو فايركراكر أشبه بدمية في ملابسها المموهة ذات اللون الأزرق الداكن، في حين أن تعليقات سيتسر سيج المسلية حول عقدة الغرور لدى هوملاندر تجعلها على مرمى لحظة واحدة عن تعرضها لأشعة الليزر من عينيه، مما يجعل العلاقة أكثر إثارة للاهتمام. تقوم المجندتان الجديدتان في ’فوت‘ بأداء دوريهما بدرجات متفاوتة من النجاح، لكن كلاهما تعتبران إضافات مرحب بها.

أما من حيث ’الرفاق‘، فقد أصبحت الأمور أكثر اختلاطاً بالنسبة لقصصهم المستمرة نظراً لتباطؤ وتيرة الموسم الرابع. يحافظ فرينشي وكيميكو (كارين فوكوهارا) على تلك العلاقة المنسجمة المترددة بينهما، لكنهما في خطر أن تفقد الأمور حماسها. يشير تورط فيكتوريا نيومان (كلوديا دوميت) في حملة روبرت سينغر (جيم بيفر) الرئاسية إلى تواطؤ فوت، لكن هذه المؤامرة أصبحت مملة أيضاً. يواصل عميق (تشيس كراوفورد) رحلته من خلال اكتشاف الذات، حيث يعيد تكرار تصرفاته ويسمح مرة أخرى لشخص آخر بأن يملي عليه قيمته. لا أقصد بهذا أن أياً من هذه الأشياء قد تم أداءها بشكل سيئ، حيث لا يزال طاقم الممثلين الموهوبين يبدعون بتأدية شخصياتهم السخيفة والكاريكاتورية، ولكنه تعليق أكثر على كيفية إعادة صياغة الموسم الرابع للمعضلات التي كانت موجودة منذ بدء المسلسل.

لحسن الحظ لا شيء من هذا له أي تأثير على عدد مشاهد الآكشن في الموسم الرابع. حيث يقدم كريبكي ورفاقه لنا العديد من اللحظات المعتادة التي تجعلنا نقول "يا للهول!" المليئة بالمركّب V والموسيقى الحماسية. لن يكون The Boys كما عهدناه بدون عنف شديد ومبالغات للبالغين لا معنى لها، وعلى الرغم من أن الصدمة ليست شديدة هذا الموسم كما كانت في المواسم السابقة، إلا أن هذا السحر الصارخ المميز لا يزال موجوداً. هناك شيء يعطي شعوراً مرضياً في مشاهدة آني وهي تضرب عميق وتفقده الوعي، أو متابعة كيميكو في مهمة انتقامية في منطقة Shining Light. مسلسل The Boys لا يتعثر، إنه يخفف إيقاعه فقط.

لكن لا تتوقعوا الكثير من الحلقة الأخيرة الضعيفة، والتي تبدو وكأنها إعلان ممتد للموسم الخامس أكثر من كونها خاتمة مجزية لا تُنسى أو مؤثرة. كان الطريق الذي يسير عليه الموسم الرابع وصولاً إلى ذروته جنونياً ورائعاً، لكنه ضعيف بالمقارنة مع الأحداث البارزة في الحلقات الأخيرة من المواسم الماضية مثل تعاون ستارلايت والملكة مايف وكيميكو للقضاء على ستورم فورنت في الموسم الثاني. استعدوا للمشاهدة وفقاً للتالي: تنتهي هذه الحلقة الأخيرة مثل زفير هادئ بدلاً من صرخة حربية مدوية.


- ترجمة ديما مهنا

الخلاصة

يعد الموسم الرابع من The Boys مكتظاً بالأحداث بشكل يفوق طاقته بالنسبة لمسلسل الأبطال الخارقين الأشرار من Prime Video. فمع وجود مساحة كبيرة لتغطيتها سواء القصص المستمرة أو الحبكات الجديدة، كان من الأفضل لو حصل الموسم الرابع على حلقتين إضافيتين. يتعامل كل فرد من فريق بوتشر مع مشاكله المضطربة الخاصة به، في حين يتحرك المتآمرون مع هوملاندر بحذر حول برج فوت محاولين الحفاظ على أجسادهم قطعة واحدة. يبدو الموسم الرابع وكأنه فتيل يشتعل ببطء نحو الحلقة الأخيرة، لكن الألعاب النارية التي يشعلها تبدو ضعيفة نسبياً مقارنة بما فعله The Boys في الماضي. ربما يبدو هذا أقسى مما ينبغي لأنه لا يزال هناك الكثير مما أحبناه في The Boys في موسم مليء بالحزن والحسرة والكثير من القلق. لكن من الصعب أن تشعر بالحماس للموسم الرابع بعد التألق المتتالي للموسم الثالث والأول من Gen V.

مراجعة الموسم 4 من The Boys

7
جيدة
لا يتمكن الموسم الرابع من مسلسل The Boys من استغلال جميع حبكات المسلسل المتنافسة، لكنه لا يزال يقدم المفاجآت المذهلة والصادمة التي اشتهر بها المسلسل.
الموسم 4 من The Boys