الحلقة 2 الموسم 2 من House of the Dragon - مراجعة

المزيد من الدسائس والانقسامات، لكن رقص التنانين لم يبدأ فعلياً بعد.

مراجعة الحلقة 2 الموسم 2 من House of the Dragon - بعنوان Rhaenyra the Cruel

تحذير: تحتوي هذه المراجعة على حرق للحلقة الثانية من الموسم الثاني من مسلسل House Of The Dragon بعنوان Rhaenyra the Cruel.

لقراءة مراجعتنا للحلقة الأولى انقروا هنا.


تبدأ الحلقة تماماً حيث توقفنا. القصر في فوضى شاملة، دماء جيهيريس تغطي الملاءات ولم تجف بعد. يجمعون كل الخدم في مكان واحد بحثاً عن الجاني. أيغون يثور غضباً ويحطم مجسم المدينة الذي بناه والده في رمزية لتحطيم إرث أبيه، ويتوعد بالثأر وإعلان الحرب، وذلك بأداء رائع من توم غلين كارني يستعرض ربما لأول مرة هذا الجانب من أيغون. الأمر اللافت أكثر من أي شيء آخر في هذه اللحظات الأولى من الحلقة هو أن أليسنت تعبّر للمرة الأولى ربما خلال هذا المسلسل عن نوع من العاطفة تجاه ابنتها. فتبكيها هي وليس حفيدها، على ما اضطرت للمرور به في تلك اللحظات المروعة، وذلك على عكس تعاطفها مع ابنها أيغون عندما تدخل عليه بالغرفة لتراه باكياً لكنها تغادر الغرفة قبل أن ينتبه لوجودها. ويأتي هذا في تباين واضح مع رينيرا التي تهرع لاحتضان جاكيريس سابقاً عندما يأتي ليبلغها عن تحالف الشمال معهم ويشرعان بالبكاء سوية.

من الواضح منذ الحلقة الماضية وطريقة تخفيف كيفية تنفيذ جريمة قتل جيهيريس أن صناع المسلسل يحاولون جعلنا نميل إلى جانب السود ورينيرا، حيث أن جعل أليسينت موجودة في غرفة أخرى مع السير كريستون بدلاً من أن تكون مع ابنتها والطفلين كما كان الحال بالروايات، يقلل من تعاطفنا معها، وأيضاً عدم عرض المشهد الذي يقول فيه دايمون "ابن مقابل ابن" كما كان في الروايات بل جعلنا ندرك الجملة من سياق الأحداث لاحقاً، يترك مجالاً لعدم اليقين ويخفف أيضاً من حقدنا تجاه السود لقتلهم طفلاً بريئاً. وفي نفس الوقت، بالرغم من أن الحلقة تبدأ بحزن أليسينت على خسارتهم، إلا أنها تختتم مع عودتها إلى ذراعي سير كريستون في محاولة أخرى لجعلنا لا نتعاطف معها كثيراً.

ومع وجود أوتو الماكر (رايس إيفانس)، أو الذي أشبهه باللورد بيليش من Games of Thrones، من هو المستفيد الأكبر من هذه الجريمة؟ بالطبع لا يوفر أوتو وقتاً لينبه الجميع لأهمية استغلال موت ولي العهد التالي لصالحهم من أجل التغلب على السود، ويجعلهم يخرجون في مسيرة حاملين الجثمان ذو الرأس الذي تمت خياطته بوضوح لكي يرى كل الشعب الأم المثكولة وهي ترثي ابنها، رغم أن ما حدث كان انتقاماً لجريمة ارتكبها السود أولاً.

وبالعودة إلى السود، نرى أن الشكوك بدأت تتسرب إلى حاشيتها المقربة جداً، حيث يشكك البعض بطريقة غير مباشرة أنها قتلت جيهيريس انتقاماً لابنها لوسيريس رغم أنها تنفي ذلك بل وتشعر بالحزن أيضاً، مؤكدة أنها ليست فقط بعيدة كل البعد عن قتل طفل صغير، بل أيضاً أنها لن تفعل ذلك بهيلينا خاصة أنها تعرف معنى فقدان ابن. وكان من الرائع رؤية أنه رغم كل الشكوك إلا أن رينيس تقف بقوة مع رينيرا سواء بوجهها أو حتى عندما تختلي مع زوجها ثعبان البحر مؤكدة أنها ستقف إلى جانبها دائماً بغض النظر عن أفعال دايمون.

نعم، يدرك الجميع تقريباً أن هذه كانت من أفعال دايمون، رغم أني استغربت أن الأمر استغرق رينيرا بعض الوقت حتى تدرك ذلك، ربما لأنها في قرارة نفسها لا تتمنى أن يكون له يد في ذلك وبالتالي تكون هي مسؤولة بشكل غير مباشر عن مقتل هذا الطفل المسكين. كان الحوار بينها وبين دايمون من أكثر اللحظات قوة في الحلقة، وقدمت أيما دارسي ومات سميث في هذا المشهد أداءً متألقاً للغاية يستحقان عليه الترشح لجائزة أيمي. ففي حين لا يعترف دايمون أبداً أنه قال للقاتلين أن يستهدفا طفلاً بالتحديد، إلا أننا نفهم لاحقاً من السياق أنه قال لهما العبارة الغامضة "ابن مقابل ابن" القابلة للتأويل. كما أنه لا يعترف أبداً لرينيرا أنه قال هذه الكلمات، وعندما تسأله بشكل مباشر يقول لها: "لقد كانت تلك غلطة" بطريقة لا تنفي ولا تؤكد أي شيء. لن رينيرا تدرك ما يحدث، وتدرك أنه لا يمكنها الثقة به وأنه في قرارة نفسه لا يعتبرها الوريثة الشرعية وأنه لا زال يعتبر العرش حقه هو.

تسير وتيرة الحلقة ببطء في غالبيتها لدرجة قد تطول أكثر من اللازم أحياناً. حيث تحاول تصوير أجواء الحزن التي تطغى فوق الجميع، سواء السود أو الخضر، وذلك قبل انفجار الحرب الأهلية. الملك أيغون ينزل الدرج صامتاً ويصادف هيلينا ويمر من دون أن يخاطبها. رينيرا تجلس مع طفليها الصغيرين تلاعبهما بصمت في حزن مطبق. سير كريستن يشعر بالندم لعدم تأدية واجبه، فيشيح بنظره عندما يرى الفراش المضرخ بالدماء بين يدي الخدم، قبل أن يذهب لاحقاً إلى سير آريك كارغيل ليلومه على ما حصل ثم يرسله بمهمة انتحارية لقتل رينيرا. وبالحديث عن سير كريستن، من الملفت كيف أنه يحقد على رينيرا حتى الآن لهذه الدرجة رغم أن ما يفعله مع أليسنت أسوأ بأضعاف مضاعفة، خاصة أن رينيرا كانت لا تزال مراهقة صغيرة لا تعرف مصلحتها. أعترف لكم بالقول أن أحد أكثر الشخصيات التي أكرهها بالمسلسل هو سير كريستن.

ومن ناحية أخرى، كان المشهد الذي يجمع بين أيغون وجده أوتو وسير كريستن من أروع المشاهد بالحلقة أيضاً، فبالرغم من أنه عبارة عن تبادل كلام لكنه يشكل نقطة محورية سيكون لها أثرها بالأحداث القادمة. حيث أنه بإرغام جده على التنحي عن منصب المساعد وتسليمه إلى كريستن، هو يضرب بعرض الحائط كل ما كان يمثله والده من قبل: التسامح والحكمة والذكاء والنظرة المستقبلية، لدرجة أن أوتو نفسه يترحم على أيام فيسيريس. كما أنه كان من المثير للاهتمام رؤية كيف أن مخططات لاريس للتلاعب بعقل أيغون ليصبح هو مساعده فشلت حالياً مع اختيار أيغون لكريستن. سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف ستكون العواقب.

وقبل أن أنهي المراجعة يجب أن أتحدث حول اللحظات الأخيرة المروعة بالحلقة، حيث شعر الكثيرون بالضياع بين الشخصيتين. عندما يسارع سير آريك كارغيل لينفذ عملية قتل رينيرا ليواجهه أخيه التوأم أيريك في نهاية المطاف وتكون المواجهة بين هذين الاثنين. وما يجعل المشهد شديد التوتر هو أننا نضيع بينهما فلا نعرف من منهما يحمي رينيرا ومن يريد قتلها، من يجب أن نشعر بالسرور لإصابته ومن نتمنى ألا يصيبه مكروه. وينتهي ال��مر بأن يقتل أيريك (حارس رينيرا) شقيقه آريك (الذي أرسله كريستين) في مشهد يبكيان فيه بعضهما البعض ويتعانقان بينما يلفظ آريك أنفاسه الأخيرة، في رمزية إلى أنه في لعبة الشطرنج هذه، حيث يضع الجنود أمثال آريك وإيريك الواجب فوق العائلة، فإن السود والخضر ينحيّان كل ذلك جانباً ليضعوا الثأر قبل كل شيء من دون أي اعتبار للضحايا التي يعتبرون كأضرار جانبية.


الخلاصة

تستمر المكائد والمخططات في الحلقة الثانية مع تصوير أجواء الحزن التي تسود لدى الجانبين. وبالرغم من وتيرتها البطيئة أكثر من اللازم في بعض الأحيان، إلا أن هذه الحلقة التي تحمل عنوان Rhaenyra the Cruel تتضمن بعض أكثر المشاهد قوة وتأثيراً بالمسلسل حتى الآن. ومع ازدياد الانقسامات داخل منازل السود والخضر بحد ذاتهما، فإن الوقت قد حان لإطلاق العنان للحرب التي كانت تعتمر ببطء منذ الموسم الماضي ونأمل ألا ينتظر المسلسل أكثر من ذلك حتى نرى رقصة التنانين أخيراً.

مراجعة الحلقة 2 الموسم 2 من House of the Dragon - بعنوان Rhaenyra the Cruel

7.5
جيدة
تسير الحلقة الثانية من الموسم الثاني من House of the Dragon بعنوان Rhaenyra the Cruel على نفس وتيرة الحلقة الأولى، مع بعض الكشوفات والمكائد والانقسامات التي تمهد الطريق للحرب القادمة التي طال انتظارنا لها.
الحلقة 2 الموسم 2 من House of the Dragon