مونتانا بحد ذاتها هي النجم الحقيقي في لعبة Far Cry 5 – تغطية IGN First

رحلة مذهلة في رحاب جمال وأصالة Hope County التي تعد علامة فارقة في سلسلة Far Cry والتي جعلتني أمضي أوقاتاً لا تنتسى.

لقد كانت بعض أكثر لحظاتي التي لا تنتسى أثناء استكشافي لأول 3مناطق في لعبة Far Cry 5 خالية من أية تفجيرات أو أفراد عصابة يهوون إطلاق النار أو شخصيات متشددة مجنونة. وفي حين أن تلك اللحظات حدثت بالفعل، وبنفس مستوى الجنون الذي بتنا نتوقعه من السلسلة، إلا أن اللحظات الأكثر هدوءاً وعفوية هي التي بقيت معي منذ قام استديو Ubisoft فرع مونتريال بدعوتنا للعب ما يقارب 15 ساعة من اللعبة التي كان يعمل الفريق عليها على مدى السنوات القليلة الماضية.
بعد حوالي ساعة من اللعب، اكتشفت ميزة رائعة، إذا قمت بإخراج المنظار ثم أطفأت الـ HUD بسرعة، يمكنك أن تسير وأنت ترى العالم من ��لال عدسة كاميرة بشكل فعال. ومنذ تلك اللحظة، أمضيت الكثير من وقتي وأنا أستكشف الجبال الوعرة والوديان والأنهار والسهول المفتوحة مثل مصور أفلام وثائقية مبتدئ. ويمكنني القول بكل صراحة أني فوجئت كم كانت هذه المراقبة الهادئة مثيرة وآسرة في لعبة تسمح لي في الوقت نفسه إطلاق أسهم ذات رؤوس متفجرة على المروحيات أثناء الهبوط باستخدام مظلة من طائرة حربية من حقبة الحرب العالمية الثانية كنت قد ماطلتها وتخلصت منها منذ ثواني قليلة.

آخر أفضل مكان

أكثر ما أذهلني في اللعبة كان واقعية البلدة الخيالية في اللعبة Hope County في مونتانا، وكيف تصور بكل فعالية الجمال الطبيعي للمكان الذي تستوحي منه. فبالنسبة إلى شخص مثلي نشأ في مونتانا، كنت أمضي عطل نهاية الأسبوع في طفولتي أتناول الإفطار مسرعاً لأتمكن من الذهاب إلى الغابات مع مسدسي الهوائي وسنارة الصيد وأنطلق للاستكشاف وخوض المغامرات حتى موعد الغروب. وأقول بكل صدق أنني بعدما عشت في منطقة خليج سان فرانسيسكو لأكثر من 20 عاماً، لقد ابتعدت تماماً عن تلك الأيام، لكن اللعب في Far Cry 5 فاجأني تماماً بذكريات كدت أنساها تماماً.
أنا على ثقة من أن كلامي هذا كله يبو مبتذلاً بعض الشيء، لكن إعادة ابتكار Ubisoft لهذا المكان، مع التلال المنحدرة والأراضي الزراعية الذهبية الشاسعة، ولحاء أشجار الصنوبر السميك والمتشقق، يعطي لمسة واقعية غريبة وعضوية لا يمكنك أن تجدها إلا في مكان تألفه. وفي حين كانت بيئتي الجزيرة الاستوائية والهيمالايا التي شهدناها في أول جزئين مرقمين في السلسلة مذهلة بصرياً للغاية، إلا أن مونتانا التي تصورها Far Cry 5 قد تمكنت من ترك صدى كبير في داخلي بطريقة لم تتمكن منها اللعبتان السابقتان.
أنا أشعر بالحماس الكبير لمشاركة الحياة البرية والبيئات التي رأيناها لاحقاً هذا الشهر، حتى تتمكنوا من رؤية ما أتحدث عنه بالضبط عندما أقول أن Hope County تبدو وكأنها مكان حي يعج بحيوانات مونتانا ومشاهدها الطبيعية الفريدة التي لا يمكنك أن تجدها في مكان آخر في أمريكا. لكن يتعدى الأمر أيضاً جانب الطبيعة في البيئة، حيث تمتلئ Hope County بسكان البلدة الصغيرة والعمال الذين يقودون أسلوب الحياة خارج المدن.
إن مستوى التفاصيل الذي نشهده في المزارع وساحات الخرداوات والأخشاب ومحلات السيارات والحانات المحلية التي تعمل بمثابة مطاعم عائلية وحانات في وقت واحد مذهل للغاية. لم يكن هناك مكان تجولت به وشعرت بأن هناك خطب ما به، أو بأنه قد وضع هناك لهدف ملئ فراغ فحسب. هناك شعور متغلغل في جوهر هذه البيئة بأنك عشت بها وهذا مثير للإعجاب حقاً.

لن تصدقني لو أخبرتك

لكن مثل أي شيء آخر، هناك شيء سلبي سخيف في كل إيجابية هادئة في إطار Far Cry 5 البيئي. ففي نهاية المطاف لا يجب أن ننسى أن Hope County هي منطقة حرب، حيث تم تسليح الجميع من رأسهم حتى أخمص قدميهم بداعي الضرورة، وحيث لا توجد قوانين عندما يتعلق الأمر بتفاعل الناس بينهم وبين بعضهم وبين البيئة. وكما ذكرت سابقاً، لا تشتهر هذه السلسلة بحذاقتها، وكان مشاهدة هذين المبدأين يتصادمان سوية أمراً مسلياً وفي نفس الوقت محيراً.
كنت أجلس على سبيل المثال في إحدى المرات على ضفة النهر مع تشغيل منظار الكاميرة أراقب غزالاً يرعى على الشاطئ البعيد، وفجأة ظهر دب أسود من الغابة، وفوجئت بأنه لم ينقض على الغزال فوراً، بل كانا يبحثان عن الطعام كليهما بالقرب من بعضهما البعض، غير عابئان بوجود الآخر على الإطلاق، أو حتى يلحظان وجودي وأنا أراقبهما عن بعد. وفجأة، رفع الغزال رأسه وشعر بالتوتر، وأسرع مبتعداً نحو الأشجار. ظننت بأن الذكاء الاصطناعي للحيوانات قد عمل أخيراً، لكني سمعت بدلاً من ذلك صوت همهمة محرك وأدركت أنه هو من جعل الغزال يهرب مبتعداً.
وظهر اثنان من السكان المحليين بعد بضعة ثواني على متن دراجة مائية، وبدأا يدوران لصنع الدوائر في مياه النهر. وقد بدا الدب بأنه قد انزعج للغاية من هذا، واندفع سباحة باتجاه الشخصين اللذين ابتعدا نحو المياه العميقة وبدأ يضربهما بمخالبه بطريقة غير مؤذية. وعند رؤية الدب يسبح نحوهما، أخرج الرجل سلاحاً وبدأ يطلق النار على الدب، وقد استمر هذا حتى تعرض الدب للموت في المياه لأنه غير قادر على مواجهة سلاح أوتوماتيكي، ثم ابتعد الاثنان نحو أعلى النهر.
لقد كانت تلك لحظة سريالية تمكنت من تحديد مشاعري بشكل مثالي حول Far Cry 5. فهذا عالم طبيعي جميل في صراع مستمر مع الجنون الذي يحدث بين السكان المحليين وعصابة Project Eden’s Gate. لقد شعرت طيلة الوقت الذي لعبت به كما لو أنني وسط صراع ذو 3 جوانب: الناس الأخيار، والناس الأشرار، والعالم الحي المحيط بهم.
لكن تلك اللحظات المفاجئة هي إحدى العلامات الفارقة في لعبة Far Cry 5، ففي كل 20 دقيقة يحدث شيء لا يصدق لدرجة أني قد أميل نحو زميلي وألكزه كما لو أني أقول: "هل رأيت ذلك؟".
وبقدر ما أعجبتني فرضية اللعبة وشخصياتها (والتي سنخوض في غمار بعضها لاحقاً هذا الشهر)، لم يعد باستطاعتي أن أعد المرات الكثيرة التي تحدث فيها لحظات موقوتة بشكل مثالي، والتي استمرت بالحدوث مراراً وتكراراً، وذلك لأن العالم مجهز ببساطة لأن يصطدم فيه كل شيء ببعضه البعض.
لقد حدث مرة وأن طاردني ديك رومي نحو مجموعة من الخنازير البرية التي تبادلت الأدوار في الدوس عليّ حتى الموت وأنا أحاول الهروب. وفي مرة أخرى أنقذت مدنياً مسجوناً في شاحنة أحد المتشددين، والذي شكرني، ثم ركب في سيارة ودهس كلبي في طريقة خارج المدينة (لا بأس، فلقد نجا بومر!). أو تلك الطائرة التي يبدو بأنها طاردتني بعدما خرجت منها، وقامت بسحقي لمدة 30 ثانية بعدما هبطت بالمظلة خارجها بأمان.
لقد اجتمعت كل هذه اللحظات الصغيرة المفاجئة من 15 ساعة لعب فحسب في Hope County لتصنع ما يشبه فيلماً سريعاً تركني مبتسماً منذ تركت اللعبة. وأعرف أنك هناك عشرات، وربما مئات اللحظات الشبيهة الأخرى التي تنتظرني عندما أعود للعبة أخيراً عند صدورها.

- ترجمة ديما مهنا

In This Article

Far Cry 5

Ubisoft Montreal | 27 مارس، 2018