رأي: السعودية تتبع استراتيجية جذابة عالميًا لتنمية صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية

النظرة الاستراتيجية الاكثر مساهمة في تطوير نموذج اقتصادي محلي وعالمي لقطاع الالعاب والرياضات الالكترونية،

البشرية يغلب عليها أنها قبلية ذات وحدة تكوين اجتماعي تتميز بالأصل الواحد، يتميز البشر عن غيرهم من المخلوقات الأخرى بالدراية والعلم والمعرفة والمهارة، هذه الصفات ليست تجمعنا في إطار العائلة الواحدة فقط وميزة مشتركة بين البشر وإنما أيضًا في عوالم افتراضية أخرى مثل الشبكات الاجتماعية.

من بين أعظم ميزاتنا هي المقدرة على ابتكار مجتمعات افتراضية، وقدراتنا الأخذة في التطور في تحديد ما نتشارك فيه مع بعضنا في المجتمع الافتراضي، في نفس الوقت نكتشف أن الذي يربطنا مع بعضنا هو نفسه يستطيع أن ينقلنا الى عوالم أكثر جاذبية وتطور وأكثر مشاركة مع الآخرين.

في العام 2021 وفي القمة العالمية للصناعة والتصنيع وهي مبادرة مشتركة بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية – اليونيدو، كان الأمير فيصل بن بندر آل سعود رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الالكترونية والذي قد يكون رئيسًا لأكبر وأقوى مجتمع للألعاب والرياضات الإلكترونية في العالم، متحدثًا بقوله:

إن القطاع شهد نموًا في ظل أزمة وباء كورونا بنسبة اكثر من 70%. إن منطقة الشرق الأوسط تمتاز بمزايا تنافسية وان ارتفاع نسبة الشباب وقوة البنية التحتية للأنترنت عززت قوة القطاع

لقد مر عام كامل حققت فيه السعودية قفزات هائلة في النمو على عدة مؤشرات في قطاع الرياضات الالكترونية، يعود الأمير فيصل ليطرح السؤال الموجه للعالم هذه المرة في افتتاحية منتدى "العالم القادم" الذي أقيم في سبتمبر الماضي في الرياض "لما ليست السعودية؟"

هذا السؤال الذي يعكس الصورة النموذجية لقطاع الرياضات الإلكترونية في السعودية عبر المؤشرات كافة، إذا ركزنا على أهم هذه المؤشرات مثل معدل حجم الانفاق على الألعاب بالنسبة للمعدل العالمي بنسبة 25 في المائة، حيث تأتي السعودية في مركز متقدم للدول الأكثر نموًا لمعدل انتشار اللاعبين في العالم.

يقول الأمير فيصل في إجابة أكثر اتساعًا أمام أكثر من 1000 شخصية قيادية في الألعاب والرياضات الإلكترونية وعالم الأعمال ورؤساء لأكبر اتحادات الرياضات الإلكترونية الوطنية،

 
صورة من فعاليات منتدى العالم القادم

إن لدى السعودية مجتمع شغوف بالألعاب والرياضات الإلكترونية، ونظمّنا العديد من الفعاليات العالمية في مختلف القطاعات. لدينا جميع المقومات لننافس، والأهم من ذلك أن كوادرنا الشابة؛ رجالاً ونساءً، أظهروا للعالم مدى كفاءتهم وقدراتهم

إن التجربة العالمية التي نظمتها السعودية في أكبر فعالية للألعاب والرياضات الالكترونية Gamers8 والتي جذبت أكبر تجمع للاعبي وفرق الرياضات الإلكترونية في العالم هي إحدى أهم الأجوبة التي سبقت سؤال الأمير في المنتدى.

اهتمت القيادة في السعودية باستراتيجية أعادت تعريف هذا القطاع ليس فقط للسعوديين ومنطقة الشرق الأوسط، حيث بدأ العالم يشهد إمكانيات الشباب السعوديين في تنظيم البطولات العالمية كذلك الفعاليات المصاحبة لها.

الاهتمام من أعلى السلطة

يرى بعض المراقبون أن الكثير من الدول تحاول تحديد موقع الألعاب والرياضات الإلكترونية في أولوياتها، يقول الرئيس التنفيذي لشركة " بريتش اسبورتس "، الأمر المذهل أن القيادة في السعودية وضعت هذا القطاع في مقدمة أولوياتها التنموية, وإن الاستثمار ربما يكون الأعلى في العالم"

يخبرنا الأمير فيصل أن السعودية أصبحت من المحاور العالمية للألعاب والرياضات الإلكترونية،

لقد حصلنا على دعم من أعلى مستويات الحكومة لكل ما نقوم به، نحن كفدرالية على سبيل المثال مع وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية، لذا نحن جزء من العمل العالمي، والذي تقوم به الوزارة أيضًا جزء من رؤية 2030 للابتعاد عن النفط والغاز.

ولدينا طموح معلن أعلناه قبل اربع او خمسة سنوات أن الألعاب والرياضات الالكترونية ستشكل على الأقل واحد في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بحلول 2030

لذلك وبهذا التواصل مع الجهات الحكومية مثل وزارة الاتصالات ووزارة الاستثمار ومن بين أمور أخرى والمشاريع مثل Qiddiya و NEOM وغيرها، لا يمكنك الحصول على كل ذلك بدون تنسيق من أعلى المستويات، ولكن أيضًا الدعم الذي حصلنا عليه من المجتمع منذ اليوم الأول.

أحد أكثر الأشياء المدهشة بالنسبة للأمير فيصل هو في الحدث الأخير الذي أقيم Gamers8 وعدد اللاعبين السعوديين الشباب الذين جاءوا اليه وقالوا أنهم أحبوا دائمًا مشاهدة هذه الفعاليات لكنهم لم يعتقدوا أبدًا أن يحصلوا عليه هنا في الرياض.

ويؤكد الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للرياضات الالكترونية، تركي الفوزان أن لدى المملكة طموح لريادة هذا القطاع والرحلة في أننا نأخذ قطاع ناشئ إلى قطاع رائد. هذه رحلة جدا طويلة وتخلق فرص للشركات الناشئة ورواد الأعمال، والقطاع الخاص للاستثمار في هذا القطاع

في الحقيقة هذه النظرة والقصص والتجارب تعكس القرارات الاستراتيجية التي أعلن عنها ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء عن الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الالكترونية

إذًا هل الاستراتيجية السعودية للألعاب والرياضات الالكترونية مبادرة عالمية أيضًا..!؟

يجيب "لي هون"، الأستاذ المساعد في قسم الفيزياء، جامعة كوريا، ومدير تحرير IGN كوريا الجنوبية "بالطبع هي تتجه إلى أن تكون مبادرة عالمية، حيث أصبحت "الرؤية السعودية 2030" معروفة الآن في كوريا الجنوبية,

يتابع لي هون: "لقد كانت مشاركة الأمير فيصل بن بندر بن سلطان في قمة WE 22 في كوريا، موضوعًا مهمًا لدينا في كوريا. ولدى السعودية استثمارات في هذا القطاع في كوريا الجنوبية.

ويؤمن رئيس الاتحاد الدولي للرياضات الالكترونية Vlad Marinescu "أننا أسرة متحدة في النمو معًا والتطور معًا والاستمتاع بما نقوم به.

في قلب الاستراتيجية

 
(تصوير | Bandar algaloud)

إن الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية مدفوعة بإبداع وطاقة مواطنينا ولاعبينا، الذين هم في قلب الاستراتيجية، نحن نلبي طموحات مجتمع الألعاب في المملكة العربية السعودية وحول العالم، من خلال مهنة جديدة ومثيرة، وفرص ترفيهية فريدة، بهدف جعل المملكة العربية السعودية المركز العالمي النهائي لهذا القطاع بحلول عام 2030. - ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء: الأمير محمد بن سلمان ال سعود.

برأيي، إن أكثر ما تميزت به رؤية السعودية 2030 أن معظم مشاريعها فريدة من نوعها وليست تقليد أو نقل لتجربة عالمية، إنها تبني ثقافة جديدة لبناء وتطوير الأعمال لجيل من الشباب يرى القيادة في السعودية تعيد تشكيل نظرتهم لمفهوم التنمية عبر استراتيجية لم تعهدها أي رؤى دولية أخرى حول العال��.

إنها النظرة الاستراتيجية الأكثر مساهمة في تطوير نموذج اقتصادي محلي وعالمي لقطاعي الألعاب والرياضات الالكترونية.

لقد ساهمتْ في خلق الفرص للأفراد والمجموعات وكذلك الشركات والمنظمات، وابتكرت نماذج قادرة لجذب الراغبين في التجربة والتعلم ورؤية تعكس حجم المقاربة بين الاستراتيجية الوطنية والتأثير العالمي.

أدركت القيادة السعودية في وقت مبكر أن مجتمع الرياضات الإلكترونية أخذ في النمو والتطور والتوسع وهذا بالغ الأهمية، مدركة الحاجة لتأمين برامج ومشاريع محلية وعالمية وفرص تعزز التنافسية بين الأفراد والمجموعات.

يجادل البروفيسور "يوفال هراري" أنه: لم يُشكّل أي أحد بعد رؤية بديلة تتمتع بأي نوع من الجاذبية العالمية.

حسنًا، هذا غير صحيح، فعندما ننظر الى الرؤية السعودية 2030 والمشاريع مثل The line و NEOM وأخيرًا الاستراتيجية الوطنية لقطاع الألعاب والرياضات الالكترونية نكتشف ان لديها مثل هذه الجاذبية، لقد تركت أثرًا عالميًا وهذا من شأنه أن يُغيّر ويؤثر في كل شيء.

___

يمكنكم متابعة Jonas Barnawi الرئيس التنفيذي لشبكة IGN الشرق الأوسط عبر حسابه في تويتر @JonasBarnawi