تاريخ سلسلة Battlefield

أمتعتنا DICE بسلسلة تعتبر الأقوى في مجال ألعاب التصويب والتسديد على مر السنوات الأربع عشرةً الأخيرة منذ أول جزء لها سنة 2002 بعنوان Battlefield 1942. ونحن نقترب الآن من جزء جديد يعود بنا إلى أصول القصة، سنأخذ رحلة إلى أهم وقفات تاريخ سلسلة Battlefield وكيف تطورت اللعبة على صعيد مستويات مختلفة.

Battlefield 1942: بداية الملحمة

شكل الجزء الأول من السلسلة بداية حقيقية لملحمة مهدت الطريق ليس فقط لفريق DICE، بل لمجموعة أخرى من فرق التطوير للبدء في تطوير ألعاب تصويب وتسديد متعلقة بالحرب العالمية، وحتى مع وجود ألعاب أخرى من نفس الفئة، فقد تميزت Battlefield 1942 أنذآك بالفرص التي تتيحها للاعبين من حيث التحكم بالآلات الحربية مثل الطائرات المُقاتلة والدبابات وغير ذلك.

اللعبة كانت حصرية على الحاسب الشخصي، وقد قدمت طور لعب جماعي ضخم يُمَكنك من الإختيار بين الإنضمام إلى قوات الحلفاء أو دول المحور التي كانت الحرب العالمية الثانية تجري حولها.

Battlefield Vietnam

بعد سنتين من الإصدار الأول، قدمت لنا DICE تجربة مختلفة عن طريق أخذنا إلى أجواء حرب فيتنام، وهذه المرة، فقد غير فريق التطوير أسلوب اللعب قليلا، حيث أن إختيارك أي الفريقين ترغب بالإنضمام إليه (الأمريكيون أو الفيتناميون) يُحدد نوع الأسلحة والمركبات التي تحصل عليها، هذا مع التركيز على معارك تاريخية وأحداث حقيقية.

شكلت BF Vietnam أول لعبة تدعم خريطة ثلاثية الأبعاد، بحيث يستطيع اللاعبون معرفة مواقع أعدائهم وأصدقائهم، هذا إلى جانب بعض المزايا المتعلقة بأسلوب إطلاق النار وتفجير المركبات أثناء القيادة.

Battlefield 2: نجاح كبير في الأفق

كانت Battlefield 2 أكبر إصدار في 2005 وعلى مستويات مختلفة، حيث قدمت مؤثرات بصرية أفضل وبيئة جديدة كليا مبنية على معارك خيالية بين دول مثل الصين والولايات المتحدة إلى جانب الشرق الأوسط أيضا.

هذه المرة جلبت DICE لعبتها إلى منصة جديدة وهي Mac، إضافة إلى بناء أنظمة لعب جديدة مثل Squads والتي تُمكن اللاعبين من إنشاء فرقٍ خاصة مكونة من عدد محدود من اللاعبين لأداء مُهمات بكفاءة أكبر، الأمر الذي كان ثوريا أنذآك بالنسبة للسلسلة بعد تركيزها الكبير على نظام اللعب الجماعي الذي يقدم تجربة قوية مترابطة، أيضا فقد تم تطوير نظام لتسجيل مقاطع فيديو مباشرة من اللعبة، حيث يمكن للاعب لاحقا أن يشاهده بل وحتى يقوم بتغيير زوايا الكاميرا بسهولة.

أيضا فقد حصلت BF2 على مزايا جديدة دفعت بمزيد من اللاعبين لتجربتها، مثل إمكانية جمع الأوسمة والميداليات، والتقدم أكثر في مستوى اللعب يؤهلك للحصول على أسلحة جديدة خاصة هذا مع تقديم جداول إحصائية حول مدة اللعب وعدد القتلى إلخ..

Battlefield 2142

رغم أن ألعاب التصويب والتسديد الحالية تركز بشكل كبير على حروب المستقبل والفضاء، إلا أنه في سنة 2006 كان الأمر جديدا ومثيرا حقا. أتى هذا الإصدار مباشرة بعد إستحواذ EA على فريق DICE، وجاء بقصة مختلفة تجمع بين إتحاد أوروبي وآخر آسيوي في معارك طاحنة مع مركبات وأسلحة أكثر تطورا من السابق. الجدير بالذكر أيضا أن هذا الجزء قدم أوضاع لعب جديدة مثل Titan الذي يُمكن فريقين من اللاعبين من التعاون لأجل القضاء على الأعداء الذين يتمتعون بحماية فائقة بواسطة درع يجب على كلا الفريقين تدميره أولا قبل التوجه للقضاء على الرجل الآلي العملاق Titan.

شكل هذا الإصدار مدخلا إلى ألعاب جديدة مبنية على قصص حربية من المُستقبل، نظرا لإهتمام اللاعبين كثيرا أنذآك بفكرة إمتلاك أسلحة عالية التكنولوجيا وقائمة طويلة من المُهمات وأوضاع اللعب التي تقدم إمكانيات لامحدودة.

Battlefield Bad Company 2

قبل هذا الإصدار سنة 2010، كان لاعبوا السلسلة قد حصلوا على جزئين آخرين، BF Bad Company و BF 1943، حيث كانت تلك الإصدارات هي البداية الأولى في عالم مُشغلات الألعاب المنزيلة Xbox 360 و PS3 ومبيعات تجاوزت 5 ملايين لكلا النسختين.

بالنسبة لـ BF Bad Company 2، فقد حصلت على ترحيب كبير وإعجاب الملايين نسبة إلى مستوى الجرافيك العالي على أجهزة الحاسوب والذي كان سابقا لأوانه، خصوصا لوجود عناصر قابلة للتدمير والكثير من التفاصيل الدقيقة، لكن هذا ليس كل شيء.. فهذا الجزء قدم وضع لعب جديد يشكل الآن أساس معظم أجزاء السلسلة وألعاب أخرى !

الوضع حمل إسم Rush، حيث يجب على اللاعبين الدفاع عن أنفسهم والقضاء على لاعبين آخرين قبل أن تنتهي كل الفرص المُتاحة لهم، حيث شكل نقطة تحول كبيرة في نظام اللعب الجماعي التنافسي، وأضاف مزيدا من القيمة إليه عن طريق تشجيع اللاعبين في التواصل مع بعضهم البعض تماما كما قد يعمل فريق خاص في أرض المعركة.

Battlefield 3: أكبر إطلاق في تاريخ اللعبة

حصد الجزء الثالث من السلسلة على تغطية إعلامية ضخمة حول العالم، 9 ملايين لاعب في النسخة التجريبية وأكثر من 3 ملايين طلب مسبق للعبة منذ تاريخ الإعلان عنها رسميا، ولم يخب ظننا أبداً!
حينما حصلت على اللعبة على جهازي PS3 سنة 2012، ذُهلت بمستوى الجرافيك العالي والذي كانت ألعاب محدودة فقط على الجهاز قادرة على تقديمه، ناهيك عن تحسين مستوى القصة والحوار في اللعبة حيث تشعر وكأنك تعيش فيلما هوليووديا، حيث تبدأ القصة مباشرة بعد أحداث الجزء الثاني الذي تم إصداره سنة 2005.

أيضا فقد كانت المرة الأولى التي نرى فيها Battlefield Premium وهي سيرفرات خاصة يمكن إقتنائها بتكلفة إضافية، وتتيح لك محتويات أكبر، ومع أن معظم اللاعبين لم يتفاعلوا مع الأمر جيدا نظرا للسعر المُبالغ فيه، إلا أنه كان أمرا عاديا أنذآك خصوصا مع شهرة BF في إعتمادها على سيرفرات قوية أثناء اللعب الجماعي.

BF Hardline

قبل هذا الإصدار، كنا قد حصلنا على الجزء الرابع من اللعبة بعنوان Battlefield 4، وبرأيي الشخصي فهو لم يكن بالجودة المطلوبة أو على الأقل الحفاظ على الروعة التي قدمه الجزء الثالث، لكن ومع ذلك فقد حصد الكثير من النجاح لإبقائه عناصر اللعب الجماعي التي تشكل النواة الأساسية للسلسلة.
Hardline جاءت بفكرة مختلفة ; لصوص في مواجهة مع رجال الشرطة، مايعني بيئات مختلفة، أسلحة جديدة وسيارات سريعة وغير ذلك. أيضا فقد تم تطوير أسلوب لعب مختلف قليلا في هذا الإصدار حيث ستعلب دور مُحقق/شرطي يجمع الأدلة ويدرس مخططات اللصوص وأخذ قرارات التدخل السريع وغير ذلك. البعض لم يُعجب حقا بهذا الجزء والفكرة عموما، ربما لأنها لم تنفذ بالطريقة الصحيحة، أو لأننا إعتدنا على أسلوب اللعب الحربي، لكنها تبقى ممتعة وإضافة قيمة.

Battlefield 1

يبدوا أن DICE ستعود من جديد إلى أصولها وهذه المرة إلى الحرب العالمية الأولى، ومع خبرة وتجربة تفوق العشر سنوات، فنحن نتوقع أن تكون BF1 أنجح ألعاب التصويب والتسديد بعد إصدارها رسميا شهر أكتوبر القادم. كما تابعنا في العرض التشويقي، فمجريات القصة ستأخذنا إلى دول وبيئات مختلفة، من صحاري عربية وصولا إلى سواحل إيطاليا، هذا طبعا مع الكثير من أساليب القتال الجديدة والأسلحة المختلفة، وطور لعب جماعي سيكون الأضخم حتما.

مرت سلسلة Battlefield عبر الكثير من التغييرات، ويبدوا أنها لحد الآن لم تفشل في أخذ أهم عناصر نجاحها وجعلها أفضل في كل جزء جديد، مايدفع الملايين من اللاعبين إلى إعتبارها أيقونة في عالم ألعاب التصويب والتسديد. اخبرونا بالتعليقات أي جزء هو المفضل لكم من السلسلة.